الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كلمة احترام عقائد الآخرين كلمة فضفاضة تحتمل أكثر من وجه. فما هو المقصود باحترام عقائد الآخرين؟ وما هي حدود هذا الاحترام؟ وهل إعلان عقيدة الإسلام بما فيها من نفي للشريك وللولد عن الله تعالى يعد إيذاء لعقائد البعض؟
وهل الإنكار على القائلين بالتثليث وتأليه المسيح واعتباره ابن الله يعد اعتداء على عقائد الآخرين؟ فإذا كان هذا هو المقصود فلا شك أن هذا الاحترام باطل.
وأما إن كان المقصود بالاحترام إقرار أهل الكتاب على دينهم بحيث لا يكرهون على عقيدة الإسلام وأن لا يتعرض لهم بسب ولا أذى ولا اعتداء ونحو ذلك فهذا احترام مشروع.
ويدل عليه قول الله تعالى: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ {البقرة:256}
وقوله تعالى: وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {الأنعام:108}
ويدل عليه قوله تعالى: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة:8}
وبناء على ما تقدم فلا نرى تعليق هذه العبارة لما فيها من الإيهام، لكن أن أمر صاحب العمل أو كان هناك قانون بتعليقها وخشي حدوث ضرر معتبر من الامتناع عن ذلك فلا بأس بتعليقها.
والله أعلم.