الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا أن بينا أنه يجوز الاقتباس من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف عند جمهور العلماء إذا كان لمقاصد لا تخرج عن المقاصد الشرعية تحسيناً للكلام وترسيخاً لمعانيه في النفوس، وما لم يكن في ذلك شيء من الاستخفاف أو الاستهزاء.
وعليه فلا حرج في الذي فعله هذا الشخص المذكور إن كان حقاً حزيناً كما قال، على أننا نذكر بأن المسلم المقبل على آخرته والمشتغل بطاعة ربه لا ينبغي أن يحزن هذا الحزن الشديد على فوات حظ كهذا من الدنيا، حتى أنه ليبكي على نقصان ماله، قال الغزالي في الاحياء: قال رجل لسهل رضي الله تعالى عنه: دخل اللص بيتي وأخذ متاعي! فقال: اشكر الله تعالى، لو دخل الشيطان قلبك فأفسد التوحيد ماذا كنت تصنع؟ .. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما ابتليت ببلاء إلا كان لله تعالى علي فيه أربع نعم: إذ لم يكن في ديني، وإذ لم يكن أعظم منه، وإذ لم أحرم الرضا به، وإذ أرجو الثواب عليه. انتهى.
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي وحسنه الألباني: اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.
وللمزيد من الفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 39018، 18962، 45829.
والله أعلم.