الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان أولادك لا يدينون بدين الإسلام فإنهم لا حق لهم في ميراثك بعد مماتك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يرث الكافر المسلم. رواه البخاري، فالأولاد المرتدون لا يرثون أباهم المسلم، ويمكنك منعهم من الإرث بكتابة وصية تحرمهم من الإرث، ومن المعلوم أن قوانين تلك البلاد يعملون بوصية الميت.
وننبهك إلى أمرين:
الأول: أن الأولاد يتبعون دين أبيهم المسلم لا دين أمهم الكافرة، فمجرد تقصير الكبار منهم في بعض الواجبات أو جهلهم ببعض أحكام الدين لا يصيرهم كفارا ما لم يرتكبوا ما يوجب الردة، أما الصغار فيحكم بإسلامهم على كل حال فيرثون من مورثهم المسلم.
ثانيا: ينبغي لك أن تسعى جاهدا في نصحهم ودعوتهم إلى الله تعالى ولو كانوا كافرين حتى تصلح ما أفسدته في سابق عمرك وتبرئ ذمتك أمام الله تعالى عما ارتكبته من ذنوب في ما حصل منك من تفريط في اختيار أمهم ثم في تربيتهم.
وأخيرا ننبه السائل إلى وجوب الهجرة من تلك البلاد على من لم يستطع إقامة شعائر دينه فيها أو من خاف فساد أهله وأولاده.
والله أعلم.