الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الحكايات الخيالية كلها على سبيل الافتراض، فإن خلت عن الأخلاق السيئة وكانت هذه الافتراضات تعالج قضايا اجتماعية ونحوها كما ذكرت فلا نرى مانعا من ذلك، ولا يزال الأدباء يصنعون ذلك كالحريري في مقاماته يفترض شخصية وهمية يعالج بها قضية معينة، ولقيت قبولا بين الكافة علماء وغيرهم.
وقد كان الشعراء بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يفتتحون شعرهم بمقدمات خيالية كقصيدة بانت سعاد، ولم ينكر ذلك لا الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة، مع أن هذه المقدمات تحكي أمورا افتراضية عن الفراق والهجر والبين، وقد لا تكون هذه حصلت للشاعر أصلا.
وقد كثرت التشبيهات والاستعارات الخيالية في الشعر من لدن الصحابة وما بعدهم ولم ينكر ذلك.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. ومعلوم أنه فيما لا يخالف الشريعة، ومعلوم كذلك ما في حكاياتهم وأساطيرهم من خيالات وأمور عجيبة، وقد ألف ابن المقفع كتابه كليلة ودمنة على لسان الحيوان كافتراض، ولقي قبولا واسعا من العلماء وغيرهم.
وعليه؛ فلا مانع من عملك هذا إن كان كما ذكرته يخدم القضايا الهامة ويعالج سيئ الأخلاق ويدعو إلى اجتنابها.
والله أعلم.