خلاصة الفتوى:
ما قلته وفعلته ليس كفراً، ولكن يتعين على المسلم معرفة الحق والتمسك والاعتزاز به، وأن يجيب بالحق صريحاً فهو أسلم له، ويجب عليه البراءة من الكفر وأهله، وأن يجعل حبه وولاءه لأهل الإسلام.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلم يجب عليه أن يكون معتزاً بإيمانه ودينه وألا يكون منهزماً أمام أهل الضلال، وأن يلتزم بالشرع في الولاء والبراء، وأن يوقن أن حب الكفار بالقلب مناقض للإيمان لقوله تعالى: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {المجادلة:22}.
وعليه أن يتعرف على دينه وأحكام شريعته وأن يطبقها في حياته ويجعل من تطبيقها دعوة للآخرين إلى ذلك المنهج الرباني والصراط المستقيم الذي شرعه الله للبشر، وأن يعامل الكفار المسالمين معاملة حسنة دون محبة لهم بالقلب ولكن لا يداهنهم في أمور الدين، ثم إن ضحكك من طريقة رد السائل لا يعد كفراً، كما أن جوابك للنصرانية مع ما فيه من أخطاء لا يعد كفراً إذا كنت تقصد واقع الناس.
ولكن لا ينبغي للمسلم أن يقر معصية الناس بل يتعين عليه ألا يتكلم عن الانحرافات الخاطئة إلا منكراً لها، أما أن يأتي بالرد بطريقة توهم أن الناس يتركون أمراً ما ليبيحوا لأنفسهم أفعالاً محرمة فهو خطأ بين، ولكن هذا لا يصل لدرجة الكفر لأن الكفر المخرج من الملة لا يتم إلا بشرح الصدر للكفر، لقوله تعالى: مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل:106}، وعليك بالبعد عن الوسواس في أمور الاعتقاد، واحرص على زيادة إيمانك بكثرة المطالعة في نصوص الوحيين والاشتغال بالأعمال الصالحة وصحبة أهل الخير.
وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 37086، 32852، 27185، 63391.
والله أعلم.