الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أولاً أخي الكريم عليك أن تتوب إلى الله عز وجل من العمل الحرام، وتقلع عن هذه التجارة المحرمة، وتعزم على ألا تعود لها، وتتخلص من هذا المال المحرم ، وطريق التخلص منه يكون بصرفه في المصالح العامة للمسلمين كرصف الطرق أو بناء المدارس والمساجد أو الفقراء والمساكين، ونحو ذلك وراجع الفتوى رقم: 3519.
ــ وينبغي عليك أن لا تتردد لحظة في التخلص من هذا المال المحرم ، فيكفي هذا المال أنه يحول بين المرء وبين أن يستجيب الله دعواته كما تعلم أنت .
ـــ وثق تماما في الله عز وجل فقد قال الله: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. {الطلاق: 2}.
وقال صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك به ما هو خير لك منه. رواه أحمد وصححه الألباني ، فثق تماماً أن الله سيبدلك ما هو خير من هذا المال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي ، أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه الحاكم وصححه الألباني .
ـــ وأما كونك لا تجد أحدا من أصدقائك يعينك ، فاستعن بالله أولاً ولا تعجز ، وعليك بالدعاء بأن ييسر لك الله عز وجل الصديق الذي يكون سببا في العمل الحلال ، وعليك بالصدق مع الله فاصدق الله يصدقك . وخذ بما تيسر لك من الأسباب فحاول البحث عن عمل. واحذر كل الحذر من القنوط من رحمة الله.
ـــ ونسأل الله عز وجل أن يتوب علينا وعليك وعلى جميع المسلمين ويرزقك الرزق الحلال ويبارك لك فيه ، اللهم آمين.
والله أعلم.