الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأنهار التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج أربعة أنهر: نهران ظاهران، وهما: النيل والفرات، ونهران باطنان في الجنة، ولم يرد ذكر اسم لهما عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد روى الشيخان عن مالك بن صعصعة - واللفظ لمسلم - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران، ونهران باطنان، فقلت: يا جبريل ما هذه الأنهار. قال: أما النهران الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات.
قال النووي في شرح مسلم: يخرج من أصلها، والمراد: أصل سدرة المنتهى، كما جاء مبيناً في صحيح البخاري وغيره. قال مقاتل: الباطنان هما: السلسبيل والكوثر. انتهى.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر سيحان وجيحان، وأنهما من أنهار الجنة، ولكن لم يذكرا في قصة الإسراء والمعراج، بل ذكرا في حديث آخر رواه مسلم عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيحان وجيحان والنيل والفرات من أنهار الجنة.
قال ابن حجر في الفتح معلقاً على هذا الحديث: فلا يغاير هذا، لأن المراد به أن في الأرض أربعة أنهار أصلها من الجنة، وحينئذ لم يثبت ليسحون وجيحون أنهما ينبعان من أصل سدرة المنتهى، فيمتاز النيل والفرات عليهما بذلك.
وأما الباطنان المذكوران في حديث الباب فهما غير سيحون وجيحون. انتهى.
والله أعلم.