الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يشفي مريضكم ويعافيه ويجعل لكم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجاً...
وسواء كان الذي به سحر أو عين فلا مانع شرعاً من الذهاب إلى شيخ ملتزم بالسنة ليرقيه بالقرآن الكريم والأدعية المأثورة. وعليكم أن تحذروا من المشعوذين والدجاجلة، فما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، كما في مسند الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء.
وإذا استطاع أن يرقي نفسه، فلا شك أن ذلك أفضل، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه، ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بــ: قل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعاً ثم يمسح بهما وجهه، وما بلغت يداه من جسده. رواه البخاري.
وروى الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها.
ثم اعلموا أن ابتلاء المؤمن يكون: لتكفير الخطايا ومحو السيئات، كما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
ويكون لرفع درجاته وزيادة الحسنات، كما هو الحال في ابتلاء الله لأنبيائه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل... فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. رواه البخاري. قال العلماء: يبتلى الأنبياء لتتضاعف أجورهم، وتتكامل فضائلهم، ويظهر الناس صبرهم ورضاهم فيقتدى بهم، وليس ذلك نقصاً ولا عذاباً.
ويكون لتمحيص المؤمنين، وتمييزهم عن المنافقين، قال تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {العنكبوت:2-3}.
فيبتلي الله عباده ليتميز المؤمنون الصادقون عن غيرهم، وليعرف الصابرون على البلاء من غير الصابرين.
وتارة يكون الابتلاء عقاباً للمؤمن على بعض الذنوب، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}.
وعلى أية حال، فإن على هذا الشخص أن يصبر لينال أجر الصابرين، فقد جاء في الحديث الشريف: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
ولا مانع من توجيه هذا السؤال إلى قسم الاستشارات في الشبكة الإسلامية.
والله أعلم.