الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلتعلمي أن ما يصيبك من ابتلاء الله تعالى لك، فقابلي ذلك كله بالصبر لله ودفعه بالتي هي أحسن، قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34_35} وطالما أن زوجك يعرف لك قدرك ولم يصغ لما يقال عنك، فهذا من فضل الله عليك، فينبغي أن تكثري من شكره سبحانه ثم شكر زوجك على ما يبديه تجاهك. واعلمي أنك منصورة إن لازمت الصبر وتقوى الله تعالى: فقد قال سبحانه: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا {آل عمران:120}
وتلطفي بزوجك أن ينصح أمه أن ما تقوله عنك إنما هو من القذف الذي جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر فقال: اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".(رواه الشيخان) فلتتق الله تعالى في زوجات أبنائها ليحفظ الله عليها بناتها. ثم على زوجك أن ينصح إخوته ألا يوافقوا أمهم على أفعالها وظلمها، فلن يجنوا من ذلك سوى إعانتها على ظلمها ويبوؤا هم بالوعيد الشديد، الذي رواه الطبراني في الأوسط عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أعان ظالما بباطل ليدحض بباطله حقا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله.
وأن يعظوها في الله، وينصروا أمهم على نفسها كما جاء في حديث: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قالوا كيف ننصره ظالما، قال صلى الله عليه وسلم: تكُفه عن ظلمه. وكونها أمهم لا يسوغ لهم أن يطيعوها في الظلم، فلا بِرَ إلا في الطاعة. هدانا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى.
والله أعلم.