الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي فهمناه من السؤال هو أن الكتاب لم يكتب بينك وبين خطيبك، وإذا كان الحال كذلك فاعلمي -رحمك الله- أن ما حدث منك هو بسبب الاختلاط بين الرجال والنساء، وهذا من الفتن التي كثرت وفشت في زماننا، فلا يحل هذا الاختلاط سواء في العمل أو في المواصلات أو بين الأقارب من غير المحارم، فإن الاختلاط لا يجني الناس من ورائه إلا الهلاك، وأقل هذه المفاسد أنه يذهب بحياء المرأة، ثم الوقوع في المحرمات، فكم كان الاختلاط سبباً لفساد البيوت، ولانتشار الفواحش، وهذا يسخط الله ويوجب عقابه بأنواع العقوبات، وانظري لذلك الفتوى رقم: 19010.
والواجب عليك الآن أن تتوبي إلى الله عز وجل، وأن تبتعدي عن مواضع الشبهات، ومواضع الفتن حتى لا يجرك الشيطان إلى مخالفة أوامر الله، واعلمي أن الله غفور رحيم، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وأن الله لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، قال الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31}، وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، فتوبي إلى الله توبة مستوفية لأركانها وذلك بالندم على فعل الذنب، والإقلاع عنه فوراً والابتعاد عن أسبابه التي أوقعتك فيه، والعزم الأكيد ألا تفعلي ذلك مرة أخرى، فإن تحقق ذلك، فقد قال الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، وعليك أن تتجنبي الخلوة بالأجنبي، أو وضع الحجاب أمام الرجال الأجانب.
أسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين التوبة والهداية والثبات على الحق حتى نلقاه.
والله أعلم.