الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته في مسألة وصفك للسور بما يدل على قصرها لا ينقض إيمانك، لأنك لم تقصد به قدحاً ولا استهزاء، لكن قد يكون فيه سوء أدب ينزه عنه كتاب الله عز وجل، هذا ما يمكننا افتراضه من وصف لهذه السور.
وننصحك بكثرة الاستغفار والإقلاع عن الوساوس جملة، وإذا كنت قد قلت كلمة فيها استهزاء بآيات الله تعالى، فالواجب هو التوبة إلى الله تعالى..
وما ذكرته في النقطة السادسة عن وصفك لعدم تفوقك بأنه ليس من العدل في مقابل اجتهادك ومثابرتك فهذا من التشكي والتسخط على المصححين والأساتذة فلا حرج فيه إلا أن يكون اتهامك لهم بالظلم دون يقين أو ظن غالب فهو من الظن الآثم المحرم شرعاً، وكفارته الاستغفار والتوبة وطلب مسامحتهم إن أمكن ذلك وإلا فيستغفر لهم.
وأما حمل ذلك الكلام على أنه اعتراض على الله عز وجل واتهام له بعدم العدل فهو بعيد جداً، ولا يمكن تأويل كلام مسلم عليه إلا أن يقر بأنه قصد ذلك فيكون مرتداً عن الإسلام، ولو فرضنا ذلك فإن الصلاة بعد ذلك دخول في الإسلام على الصحيح لما تتضمنه من التشهد، وكذلك الإقامة وكل عبادة فيها تشهد أو ذكر فلا تأثير لذلك على عصمة الزوجية.
ونؤكد عليك ثانية أن عليك أن تدع الوساوس وإلا فستتمادى بك إلى أن تخرجك إلى حيز الجنون، فاتق الله تعالى في نفسك واشغلها فيما ينفع.
والله أعلم.