الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشكر الله لك تحريك فيما ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث، وهذا ما وقفنا عليه من أحاديث في المعاني التي ذكرتها على الترتيب:
1- عَنِ أَبَي الدَّرْدَاءِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَتَذَاكَرُ مَا يَكُونُ إِذْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَبَلٍ زَالَ عَنْ مَكَانِهِ فَصَدِّقُو،ا وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِرَجُلٍ تَغَيَّرَ عَنْ خُلُقِهِ فَلَا تُصَدِّقُوا بِهِ وَإِنَّهُ يَصِيرُ إِلَى مَا جُبِلَ عَلَيْهِ. رواه الإمام أحمد في المسند، والحديث لا يصح ففي الإسناد انقطاع ، وبهذا أعله الهيثمي في مجمع الزوائد، والمناوي في فيض القدير، وضعفه الألباني، والحديث معارض للأحاديث الصحيحة الكثيرة في الأمر والحث على تحسين الأخلاق.
2- عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إذا اعتزى أحدهم بعزاء الجاهلية فَأَعِضُّوه بهن أبيه وَلَا تَكْنُوا. رواه أحمد والنسائي في الكبرى، والضياء في المختارة وغيرهم، وصححه الألباني وغيره، وقد تكلمنا على معناه وسبب المجاهرة بذلك في فتاوى مفصلة سابقة فلتراجع فيه الفتوى رقم: 71170 .
3- عن علي قال: كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع في يوم دجن ومطر، قال: فمرت امرأة على حمار ومعها مكاري، فهوت يد الحمار في وهدة من الأرض فسقطت المرأة، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه، فقالوا: يا رسول الله إنها متسرولة فقال: اللهم اغفر للمتسرولات من أمتي، يا أيها الناس اتخذوا السراويلات فإنها من أستر ثيابكم وخصوا بها نساءكم إذا خرجن. رواه العقيلي في الضعفاء، وقال الألباني : موضوع.
وقد عرفت مما بينا صحة الحديث الثاني وضعف غيره.
والله أعلم.