الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تنظيف مفارش الموائد والشراشف المستخدمة في صالات الأفراح الأصل فيها الجواز، ولا يمنع منها إلا إذا علم أن صاحبها يهيئها لمن يرتكبون فيها المعاصي من معازف وغناء واختلاط؛ لما فيه من الإعانة على الإثم، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ {المائدة:2} أو على الأقل الرضى وعدم إنكار تلك المنكرات.
وبناء على هذا، فلا يجوز لكما أن تنظفا تلك الأدوات لهذه الصالة إن علمتما أنها تنظف للاستعداد لاستقبال أهل المعاصي، واعلما أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3} وما يدريكما أن رفضكما التعاون مع أصحاب الصالة يكون تنبيها لهم، ويكون سببا في توبتهم من المعاصي المترتبة على استخدام صالتهم في المحرمات المذكورة.
وللمزيد راجع الفتويين: 48634، 28320.
والله أعلم.