الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصلُ أن ثواب المطيع له، لا يشركه فيه غيره ولا يناله سواه، كما أن عقوبة العاصي عليه، قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر38} وقال تعالى: أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى {النجم 38-39} وقد استثنى الشرع من ذلك أشياء منها تشريكُ أهل البيت الواحد في ثواب أضحية المضحي، ومنها هبةُ ثواب القرب جميعها للموتى في أصحِ أقوال العلماء، وأما هبةُ ثواب القرب للأحياء فلم يرد بها نص فيما نعلم، ومن ثم وقع الخلاف بين العلماء هل يشرع ذلك أم لا، وهل يصل الثواب أم لا، وقد قرر فقهاء الحنابلة أن كل قربة فعلت وجعل ثوابها لحي أو ميت نفعه ذلك. ثم من أهل العلم من يرى أن الثواب يكون لمن أهدي له، ومنهم من يرى أن العامل له مثل ذلك. والذي ننصح به الأخت السائلة أن تعمل لنفسها وتبقي ثواب عملها لها، فإنها محتاجة إلى زيادة حسناتها.
والله أعلم.