الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أن هذا الكلام الصادر عن هذا الإمام مما لا تبطل به الصلاة، لأنه ليس من كلام الناس، وإنما يبطلُ الصلاة كلام الناس، وهذا ذكر لله عز وجل فلا يبطلها، يبقى النظر في مدى مشروعية هذا الذكر، فالجمهور على أنه لا يشرع أن يذكر الله بخلاف الأذكار المشروعة في الصلاة، فلا يشرع عندهم حمد الله لنعمة تحدث، ولا التعوذ عند سماع نهيق الحمار ونحو ذلك، واستدلوا بعموم قوله صلى الله عليه وسلم: إن في الصلاة لشغلا. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني.
ويرى شيخُ الإسلام رحمه الله: أن كل ذكر حضر سببه في الصلاة فإنه يأتي به، واستدل بما في صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد حين حمد أبو بكر الله إذ أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يثبت في مكانه، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر العاطس على حمده الله في الصلاة وغير ذلك مما في معناه. وعلى كلٍ فصلاة الإمام والمأمومين صحيحة.
والله أعلم.