الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المذكور حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وغيرهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ وَإِنِّي لَا أُرَاهَا إِلَّا الْفَأرَ إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الْإِبِلِ لَمْ تَشْرَبْ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الشَّاءِ شَرِبَت...
قال شراح الحديث: فقدت أمة من بني إسرائيل أي ذهبت طائفة منهم أو سبط لا يعلم ما وقع لهم. فيقول صلى الله عليه وسلم: لا أراها أي لا أظنها إلا مسخها الله تعالى لجنس الفأر. ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشربه، وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته ؟ ومعنى هذا أن لحوم الإبل وألبانها حرمت على بني إسرائيل دون لحوم الغنم وألبانها، فدل امتناع الفأرة من لبن الإبل دون الغنم على أنها مسخ من بني إسرائيل.
والظاهر من الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك اجتهادا منه وظنا قبل أن يخبر من الله تعالى أنه لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم.
وعليه؛ فهذه الحيوانات كانت قبل أن يكون المسخ لبعض الأمم، ومن مسخ منهم قردة أو خنازير أو غيرها فقد انقرض ولم يبق له وجود.
قال الحافظ في الفتح: وذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم القردة والخنازير، فقال: إن الله لم يجعل للمسخ نسلا ولا عقبا، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك- كما في صحيح مسلم وغيره-، وعلى هذا يحمل قوله صلى الله عليه وسلم: لا أراها إلا الفأر، وكأنه كان يظن ذلك ثم أعلم بأنها ليست هي .
ونلفت انتباه الأخ السائل إلى عدم مشروعية كتابة (صلعم) وليراجع فيها فتوانا رقم: 7334.
والله أعلم.