الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وقوله صلى الله عليه وسلم: ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء. رواه الترمذي وقال حسن صحيح وأبو داود وأحمد وصححه الألباني.
وقوله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. رواه أبو داود وحسنه الألباني.
وقوله صلى الله عليه وسلم: إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا. رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني.
ومن هذه الأعمال أيضا الصبر على البلاء فقد الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ{ الزمر:10}.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها. رواه أبو يعلى وابن حبان والحاكم وحسنه الألباني.
ومنها الصدقة، فقد قال الله تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ {آل عمران:92}.
وقال صلى الله عليه وسلم: كل امريء في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس. رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه على شرط مسلم وصححه الألباني.
وقال عمر رضي الله عنه: ذكر لي أن الأعمال تباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم. رواه ابن خزيمة والحاكم وصححه على شرط الشيخين وصححه الألباني.
وأما كون المرأة لآخر أزواجها في الدنيا فقد وردت في ذلك عدة أحاديث تصح بمجموعها، أوردها الشيخ الألباني. فإذا صبرت ولم تتزوجي بعد زوجك وكنتما جميعا أهل الجنة فسوف يجمع الله بينكما فيها، وهذا أمر محمود طالما أنك لا تحتاجين إلى نفقة ولا تخافين على نفسك العنت ويكون في هذا وفاء زائد للزوج تشكرين عليه مع ما فيه من تربية وكفالة لابنك اليتيم.
ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى. واللفظ للبخاري.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعا: خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده.
قال النووي: فيه فضيلة هذه الخصال وهي الحنوة على الأولاد والشفقة عليهم وحسن تربيتهم والقيام عليهم إذا كانوا يتامى. انتهى.
ومتى خشيت على نفسك الفتنة فبادري بطلب الزواج وعسى الله أن يبدلك خيرا من زوجك.
ولا بأس بإخراج الصدقة بنية أن تكون عنك وعن زوجك وثوابها لكما جميعا، وقد سبق بيان أن الصدقة عن المتوفى تنفعه بإجماع العلماء في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25888، 56783، 24769.
والله أعلم.