الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ندري ما هو المغزى من توجيه هذا السؤال إلينا غير أننا نقول على الإجمال لا شك أن أهم ما يجب أن يكون محل اهتمام المسلم بعد الإيمان هو أداء فرائض الله تعالى، ففي الحديث القدسي: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه رواه البخاري.
فالإهتمام بالنافلة وتضييع الفريضة فيه نقص في الدين ومجافاة للحكمة إذ كيف يضيع المسلم ما في تضييعه إثم ويهتم بما لا يترتب على تركه إثم.
ويجب على المسلم أداء ما استطاع من فرائض الله تعالى فلا يضيع شيئا منها، فمن أدى فرضا وضيع آخر فيشكر ويؤجر بإذن الله تعالى على ما أدى، وينصح برفق وأسلوب حسن فيما ضيع ويذكر بأليم عقاب الله تعالى.
وننبه بهذه المناسبة إلى أن الداعية إلى الله تعالى طبيب يريد أن يعالج مرضاه من أهل الفساد، والطبيب يرفق بمن يعالج، وهذا أدعى لتحقيق ما يصبو إليه، ولذا كان الأصل في الدعوة إلى الله الرفق وحسن الوعظ والتوجيه، قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل: 125}. وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.
والله أعلم.