الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس هناك دليل من الشرع يدلُ على أن من عق والديه فلا بد من أن يقيض الله له من يعقه، نعم روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بروا آباءكم تبركم أبناؤكم. حسنه المنذري وضعفه الذهبي في تلخيص المستدرك وكذا الشيخ الألباني وغيرهما... وهذا الحديث يدل بمفهومه على أن من عق آباءه عقه أبناؤه، ويشهد لذلك ظواهر كثيرة تدل على أن الجزاء من جنس العمل؛ لكن هذا غير متعين.
والعقوق من أكبر الموبقات وقد يؤخر الله عقوبته للعبد في الآخرة، كما أن العبد قد يكون باراً ثم يبتلى بمن يعقه من أبنائه لحكمةٍ يعلمها الله عز وجل، وكون هذا عق أباه عقوبة لهذا الأب الذي عق أباه لا ينفي التبعة عن ذلك الحفيد لأنه كان مأموراً ببر أبيه فخالف وعصى، ولا يسوغ له أن يعقه بزعم أنه كان عاقاً، فمعصية أبيه على نفسه وهذا الحفيد خالف أمر الله بإرادته واختياره فصار مسؤولاً عنه محاسباً عليه، وانظر لذلك الفتوى رقم: 76513.
وقد قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر:38}، وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ {فصلت:46}.
والله أعلم.