الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا التغير قد يحدث للمسلم فيكون مفرطا في جنب الله مسرفا على نفسه فترة من الزمن ثم يرزقه الله التوبة والإنابة ويصلحه فيتبدل حاله من إساءة إلى إحسان، ومن بعد عن الله إلى قرب منه وإقبال على طاعته وهجر لمعصيته كما قد يحدث ذلك للكافر، فقد أخبر الصادق المصدوق أن الإنسان قد يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها. والحديث متفق عليه.
فلا غرابة في ذلك فاحمد الله عز وجل أن رزقك زوجة صالحة واشكره على نعمه يزدك من فضله واستر عليها ما أخبرتك به، وما كان لها أن تخبرك فتكشف ستر الله عليها، أما وقد فعلت فيجب عليك سترها بحق أخوة الإيمان ولكونها زوجة لك وقد تابت إلى الله عز وجل، والتوبة تمحو ما قبلها، نسأل الله تعالى ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا للإيمان، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضيه عنا، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا ويرزقنا التقوى والخشية منه ظاهرا وباطنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.