الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يعظم أجرك ويغفر لأخيك.
والذي ننصحك به هو تقوى الله تعالى والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه، فاصبري وأبشري بما بشر الله به عباده المؤمنين حيث يقول تعالى في محكم كتابه: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {البقرة: 155-157}.
وقال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن: 11} قال أهل التفسير: ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره، فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله هدى الله قلبه، وعوضه عما فاته من الدنيا هُدى في قلبه، ويقينا صادقاً، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه، أو خيراً منه.
ولتعلمي أن هذه الحياة دار ابتلاء وامتحان واختبار كما قال تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {الملك: 1-2}
وعلى العبد أن يصبر لقضاء لله تعالى وقدره، ويفوض أمره كله إليه، وينبغي أن يعلم أن كل ما يجري له في هذه الحياة خير له في عاجله أو آجله علم ذلك أو لم يعلمه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم.
والرضى بقضاء الله وقدره يورث طمأنينة القلب ويبعد وساوس الشيطان ؛ فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط.
وأما ما تفكرين به من التشاوم وكره الحياة وترك الزواج... فهذا من وساوس الشيطان وعليك أن تبتعدي عنها وتتابعي في حياتك العادية ؛ فهذه الدنيا مزرعة الآخرة، ولا دار بعدها إلا الجنة أو النار، والموت ليس هو النهاية، ولو كان الأمر كذلك لكانت الحياة عبثا.. فاحذري من اليأس والتشاؤم ووساوس الشيطان فإن ذلك أخطر ما يكون على العبد.
وما دمت ملتزمة بأداء الصلاة وتلاوة القرآن فإنك على خير كثير والحمد لله، فعليك بصحبة الأخوات الصالحات لتستعيني بهن على تجديد إيمانك وتقويته وإصلاح أمورك العادية.
نسأل الله تعالى أن يحفظك ويثبتك على طريق الخير.
وللمزيد انظري الفتويين: 2795، 8601.
والله أعلم.