الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالطلاق كالكي لا يكون إلا آخر الدواء، فلا ينبغي أن يصار إليه أو يكون حلا لخلافات آنية ومشاكل مؤقتة لعواقبه الوخيمة وأثره السيئ على الزوجين وعلى الأولاد وعلى المجتمع، وقد وضعة الشارع الحكيم بيد الرجل ليتصرف بعقلانية وحكمة ولا يلجا إليه إلا إذا استنفذت وسائل الصلح وسبل العلاج واستحكم الشقاق، فحينئذ يكون الفراق خيرا من التلاقي وحل العصمة خيرا من بقائها.
وبناء عليه فالذي نراه وننصحك به هو معالجة تلك المشكلة بحكمة ومحاولة معرفة أسباب تبرم زوجتك منك ولا تجبها إلى الطلاق ما وجدت إلى الصلح وحل المشكلة سبيلا.
ولك أن تبقى معها مع تنازلها عن حقوقها في المبيت أو النفقة ونحوها، لكن ذلك لا يسقط حقك عليها متى ما أردته، ولا يسقط قوامتك في بيتك، فليس لها أن تخرج دون إذنك ويلزمها طاعتك في المعروف، ولا يجوز لك أن تقرها على منكر، وأنت تستطيع تغييره، فهي من رعيتك وأنت مسئول عنها يوم القيامة كما في الحديث: الرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته.
وأما ما تخافه من انعكاس الحياة السلبية بينكما على بناتك وحياتهما الزوجية في المستقبل فهو تخوف في محله، لكن ينبغي إحسان تربيتهن مهما كان، وإذا كتب الله لهن الزواج فعلمهن حقوق أزواجهن وأوصهن بما ينبغي التعامل به، وما كنت تحب من زوجتك أن تكون عليه من السمع والطاعة، وبذلك تجنبهن سبيل أمهن ونحو ما ذكرت بإذن لله، وأما أن تتزوج بأخرى مع زوجتك فلا حرج في ذلك ولا يلزمك العدل إن أسقطت زوجتك الأولى حقها فيه، لكن ما خشيت من غيرتها وتقلب مزاجها مما يخشى، فاستخر الله عز وجل في أمرك واستشر ذوي الرأي والحكمة من أهلك وخاصتك وافعل ما يترجح لديك من ذلك.
وللفائدة ننصحك بمراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 64210، 31947، 28395، 96453، 112898.
والله أعلم.