الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسنةُ في الجمعة إقامتها بعد الزوال مباشرة، فعن سلمة بن الأكوع : كنا نجمع مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس ثم نرجع نتتبع الفيء . متفق عليه، وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس . أخرجه البخاري، وانظر الفتوى رقم: 79596.
وإذا كان تأخير الجمعة عن أول الوقت خلاف السنة، فالأولى بكم أن تحرصوا على موافقة السنة ما أمكن، فكلما بادرتم بفعلها كان أولى، ولكن إن أخرتموها فالصلاةُ صحيحة ولا حرج عليكم ما لم يخرج وقتها، ووقتها يخرجُ بدخول وقت العصر.
والذي ننصحكم به هو أن تقدموا من يحسن الخطبة بالعربية، فيخطب ويصلي بالناس ولا تنتظروا الإمام الذي يحسن اللغتين وذلك لأمور:
أولها: الخروج من محذور فصل الخطبة عن الصلاة إذ يخشى أن تكون الترجمة فصلا بين الخطبة بالعربية والصلاة. والجمهور على اشتراط الموالاة بينهما.
ثانيها: أن وجود من يخطب باللغتين يؤدي إلى تراخي كثير من الأعاجم المسلمين عن تعلم العربية، مما يحرمهم خيراً عظيما وبركة كثيرة.
ثالثها: أن الخطبة بالعربية فحسب هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والخلفاء من بعده .
رابعها: أنه كما قدمنا أقربُ إلى السنة من جهة مراعاة فضيلة أول الوقت .
خامسا: أنه يمكنُ الاستعاضة عن إعادة الخطبة بالفرنسية بأن يقوم أحدُ من يحسن اللغتين - وهم عندكم كثرٌ بلا شك – بعد الصلاة فيترجمُ مقاصد الخطبة لمن لا يحسنُ العربية، وفي هذا أيضاً فائدة أخرى، وهي عدم التطويل على المأمومين الذين يحسنون العربية بإعادة نفس الخطبة التي سمعوها بلغةٍ أخرى، فيمكنهم إذا انقضت الصلاة، وقام من يترجمُ مقاصد الخطبة بالفرنسية أن ينصرفوا إلى أشغالهم، ويبقى من شاء أن يستمع إلى هذا المترجم.
ونسأل الله أن يزيدكم حرصاً على الخير ومزيداً من الرغبة في اتباع السنة.
والله أعلم.