الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجواب هذا السؤال ينبني على معرفة طريقة إضافة هذه الدماء النجسة إلى تلك المركبات فهل تضاف بعد أن تعالج كيميائيا بحيث تتحول من مادتها الأولى إلى مادة ثانية، وهل تؤثر الاستحالة هذه في نجس العين كالخنزير أم لا، وإذا أضيفت قبل المعالجة على صورتها الأولى فهل الكمية المضافة من النجاسة قليلة لا تؤثر في المركبات الكثيرة أم لا.
وهذه مسائل يطول بحثها، وتفاصيلها ويختلف العلماء فيها، ولما ذكر شيخ الإسلام كلام الفقهاء في ملاقاة النجاسة للطاهرات. قال ناقلا عن الإمام أحمد: إن الله حرم الميتة والدم ولحم الخنزير فإذا ظهر طعم الدم أو الميتة أو لحم الخنزير كان المستعمل لذلك مستعملا لهذه الخبائث ثم قال: ففي الجملة فهذا القول هو الصواب ذلك أن الله حرم الخبائث التي هي الدم والميتة ولحم الخنزير ونحو ذلك فإذا وقعت هذه في الماء أو غيره و استهلكت لم يبق هناك دم ولا ميتة ولا لحم خنزير أصلا. اهـ.
فالظاهر والله أعلم جواز استعمال هذه المركبات إذا لم يوجد للدم أثر فيها لأنه حينئذ كالمعدوم، والمعدوم لا حكم له.
والله أعلم.