الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أنك على خير ما دام قلبك يحس بوجود شيء من التقصير ويؤنبك على ذلك، فإن القلب الميت لا يحس بألم التقصير، وقد صدق من قال: وما لجرح بميت إيلام ...
وننصحك أولاً بالتماس الأسباب التي دعت إلى تغير الحال، فقد تكون معصية وقعت فيها فتحت أبواباً من الشر على نفسك فضعفت همتك وأقعدتك عن طلب المعالي، أثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن وضيقاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق. انتهى.
وقد تكونين قد شددت على نفسك ولم توازني بين حاجة الروح وحاجة الجسد فحصل لك شيء من الملل، وقد يوجد غير ذلك من الأسباب وأنت أدرى بحالك، فالمقصود أن تلتمسي هذه الأسباب فتعملي على تداركها وإزالتها، وهذا من باب التخلية قبل التحلية.. ثم عليك بعد ذلك بالإقبال على نفسك واستكمال فضائلها، وستجدين نفسك قد عدت إلى سيرتك الأولى نشاطاً في الطاعة وحرصاً على العبادة.
وللمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17666، 2783، 111852، 10800.
والله أعلم.