الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان حديثك معهما عن زوجك للتندر والفكاهة وإفشاء سر الزوجين فهو محرم شرعا، وعليك أن تتوبي إلى الله تعالى ولا تعودي إليه، وأما إن كان حديثك معهما من باب المشورة فلا حرج فيه، لأن ذلك مما يستثنى من الغيبة المحرمة. قال النووي معلقا على حديث هند لما شكت زوجها أبا سفيان للنبي صلى الله عليه وسلم ووصفته بأنه شحيح قال: في هذا الحديث فوائد منها جواز ذكر الإنسان بما يكرهه إذا كان للاستفسار والشكوى ونحوهما. اهـ
ولا يجوز لزوجك أن يهجرك في الفراش لغير مسوغ معتبر، كنشوز ونحوه، ولك مطالبته بحقك الشرعي والتظلم منه، فإن كان عاجزا ولحقك الضرر فلك طلب الطلاق منه أو مخالعته إن شئت، والأولى مناصحته بالعلاج عسى أن يعافى من دائه.
وقد اختلف أهل العلم في المدة التي يجب على الزوج أن يطأ فيها زوجته، والراجح أنها بحسب حاجتها وقدرته. قال شيخ الإسلام ابن تيمية لما سئل عن الرجل يترك وطء زوجته الشهر والشهر هل عليه إثم؟ قال: يجب على الزوج أن يطأ زوجته بالمعروف، وهو من أوكد حقوقها عليه، أعظم من إطعامها. والوطء الواجب قيل إنه واجب في كل أربعة أشهر مرة، وقيل بقدر حاجتها وقدرته. وهذا أصح القولين. مجموع الفتاوى.
وننبهك إلى ضرورة اهتمام المرأة بنفسها وزينتها وإحسان التبعل لزوجها والتهيؤ التام له، فربما ينفر الزوج من زوجته لانشغالها عنه وعدم اهتمامها بنفسها وزينتها، فتنبهي لذلك، وللفائدة انظري الفتاوى رقم: 12911، 48190، 19663.
والله أعلم.