الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالجمعُ بين الصلاتين لا نراه جائزاً لك لأن المسافة التي ذكرتها لا تبلغُ حد السفرِ المبيح للقصر والجمع عند الجمهور، والذي نفهمه من السؤال أنكَ تضطر لإخراجهم من مكان العمل حال الصلاة مما يفيد أنك تتحرج من الصلاة أمامهم، فإن كان كذلك فاعلم أنه لا بأس عليك من الصلاة بحضرتهم، فيمكنكَ أن تؤدي صلاتكَ في وقتها وإن كان هؤلاء الكفار معكَ في الغرفة فإنه لا يوجد مانع شرعي يمنع من الصلاة بحضرة الكفار، وقد كانت وفود المشركين تأتي إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيكلمونه ويسألونه، ولم يكن يمتنع من الصلاة بحضرتهم.
فإذا عجزتَ عن هذا فيمكنكَ أن تخرجَ أنت من مكان العمل وتبحث عن مكانٍ يتسنى لك الصلاة فيه، والأمر يسيرٌ إن شاء الله، والأرض كلها مسجد كما ورد بهذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وننصحك أن تجتهد في البحث عن عملٍ لا تخالط فيه هؤلاء الظالمين لأنفسهم فإن مخالطتهم تقسي القلب.
والله أعلم.