الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقرض الربوي ومثله سائر الكبائر تستوجب التوبة النصوح ومن شروطها الندم والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العود، وإذا حصل هذا فقد تمت التوبة وقبلت إن شاء الله تعالى، والقنوط من رحمة الله عز وجل لا يجوز لأن رحمته وسعت كل شيء وأحرى أن تتسع التائب المنيب وهو إذا صدق حبيب الله تعالى، كما قال عز وجل: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}.
وأما الإحساس الذي ينتاب السائل بأن الله لن يغفر له وأنه لا محاله معذبه.. إلخ، فهذه من وساوس الشيطان يريد بها أن يقنط التائب من رحمة الله، وأنه لا فائدة من توبته، ويرغبه بالارتكاس في المعاصي مرة ثانية... فالحاصل أن الندم توبه، وإذا اقترض بالربا وأمكن رد رأس المال بدون فوائد فهذا هو المطلوب وإن لم يكن ذلك ممكناً فليس على التائب غير التوبة النصوح.
والله أعلم.