الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعجبُ كل العجب من صديقك هذا هداه الله، إن كان أفطر لمجرد الضغط النفس الذي حصل له بسبب مرض أمه وليس لعذر معتبر شرعا، فقد كان الواجبُ عليه حين اشتدت به الأزمات وضاق به الأمر أن يكثر اللجأ إلى الله عز وجل، والتضرع إليه عساه أن يكشف هذا الكرب، وأما أن يستجير من الرمضاء بالنار، فيسعى لعلاج بلاءٍ دنيوي من مصيبةٍ أدهى منه وأطم؛ لأنها مصيبةً في الدين، فلا يفعلُ هذا إلا من استزله الشيطان فأعرضَ عن ذكر ربه عز وجل، فالواجب على صديقك هذا التوبة النصوح من هذا الجرم العظيم والذنب الجسيم، فإن الفطر في رمضان عمداً من أعظم الموبقات.
قال الحافظ الذهبي – رحمه الله -: وعند المؤمنين مقرر: من ترك صوم رمضان بلا عذر بلا مرض، ولا غرض فإنه شر من الزاني والمكَّاس ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة والانحلال. انتهى.
ويجبُ عليه قضاء هذه الأيام الخمسة باتفاق العلماء، ولا يجبُ عليه شيءٌ سوى القضاء عند الجمهور خلافاً للحنفية والمالكية، فمذهبُ الجمهور أن الكفارة إنما تجبُ على من أفطرَ بالجماع فحسب؛ لأن النص إنما ورد فيه وليس غيره في معناه، ولو صام صديقك تطوعا وأكثر من صدقة التطوع كان ذلك حسنا، فإن الله تعالى يقول: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {هود:114 }.
والله أعلم.