هلال رمضان... بين الشك واليقين

22-11-2001 | إسلام ويب

السؤال:
نحن طلبة ندرس في باكستان، هل يجب علينا الصيام معهم، مع علمنا أن لجنة رؤية الهلال عندهم تحوي العديد من الفرق الضالة، وكل سنة يتعمدون مخالفة جميع المسلمين بيوم أو يومين؟
أفيدونا مأجورين قبل حلول رمضان.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما ورد في سؤال الإخوة الطلاب من قولهم: وكل سنة يتعمدون مخالفة جميع المسلمين بيوم أو يومين ليس بلازم، فإن تأخر رؤية الهلال عندهم أمر لا غرابة فيه، فإن مطالع الهلال تختلف باختلاف الجهات، كما تختلف مطالع الشمس، وعليه فنقول: إن كانت مخالفتهم بالتقديم أي أنهم يعلنون رؤية الهلال قبل رؤية الناس له، فيجب عليكم أن تصوموا لرؤيتهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته. متفق عليه.

ولقول ابن عمر -رضي الله عنهما-: تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أني رأيته، فصام وأمر الناس بصيامه. رواه أبو داود، والدارمي.

فالصوم يجب بواحد من أمرين:
الأول: رؤية العدل للهلال.
الثاني: إكمال عدة شعبان ثلاثين.
دلت على هذا نصوص السنة المطهرة.
وإن كانت مخالفتهم بالتأخير، أي أنهم يصومون بعد صيام الناس، فلا يخلو المقام حينئذ من تقديرين:
التقدير الأول: أن تكونوا قد رأيتم الهلال بأنفسكم، فمن رآه بنفسه لزمه الصوم على الصحيح من أقوال أهل العلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته. وهذا قد رآه، ولأن رمضان يثبت برؤية العدل الواحد على الصحيح.

التقدير الثاني: أن لا تروا الهلال، وحينئذ يلزمكم إكمال عدة شعبان ثلاثين برؤية البلد الذي أنتم فيه لهلال شعبان.

هذا وننبه إخواننا الطلاب إلى أن هدي الصحابة -رضي الله عنهم- هو ترائي الهلال، أي تكلف رؤية الهلال، والنظر إليه، هل يرونه أم لا؟

وقد ثبت عنهم هذا في غير موقف من مواقفهم، منها ما تقدم في مطلع هذا الجواب من قول ابن عمر: تراءى الناس الهلال. أي تكلفوا النظر إليه لعلهم يرونه.

ومنها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي البختري قال: (نزلنا بطن نخلة فتراءينا الهلال) إلى غير ذلك من أخبارهم، فينبغي لكم أن تعملوا بهدي الصحابة، لتزيلوا عن أنفسكم الشك.

ومما ينبغي التنبيه عليه ما ورد في صيغة السؤال: أن إساءة الظن في لجنة رؤية الهلال في باكستان، وهذا ما لا ينبغي للمسلم مع عموم المسلمين، فكيف بمن عرف بالعلم والدعوة إليه كما أن رؤية الهلال مسألة شرعية، تعتمد على أصول شرعية مبنية على خلاف عريض بين علماء المسلمين، فقد يتوهم الإخوة السائلون أن اللجنة تتعمد المخالفة، ويكون الأمر بخلافه إذ تتبنى اللجنة قرارها على مقررات عليمة لديها، ومن ذلك عدم لزوم رؤية أهل بلد لبلد آخر، إلى غير ذلك من الأصول التي تبنى عليها هذه المسألة، فينبغي إحسان الظن بأهل العلم، وهذا أقل ما يفعله المسلم تجاههم، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه. رواه أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك، وحسنه الألباني في صحيح الجامع. وراجع الفتوى: 2536.

والله أعلم.

www.islamweb.net