الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت بارك الله لك في تركك لهذا العمل المشتمل على عدة محرمات من سفر المرأة بدون محرم وتسجيل القروض الربوية وبيع السجائر، وهذه أمور محرمة لا يحل للمسلم أن يعمل بها، ولا يجوز العمل في ذلك إلا للمضطر الذي لا يجد عملا مباحا ويخشى الهلكة أو المشقة الشديدة، ولا نعلم وجها لجواز مثل هذا إلا لمضطر.
ولا شك أن تركك لهذا العمل هو من توفيق الله عز وجل لك، فلا تلتفتي لقول من قال إن ذلك عين وحسد أو أنك أضعت فرصة ثمينة، أوأن ذلك عقاب أو غير ذلك من الأباطيل، بل لو افترضنا أن هذا العمل مما يختلف العلماء في جوازه لكان الأولى تركه خروجا من الخلاف وبعدا عن الشبهات، وقد ورد عن الحسن بن علي قال حفظت من رسول الله صلى الله وعليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة. رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
وما ننصحك به هو الإعراض عن كلام هؤلاء الناس والاستعانة بالله تعالى وكثرة الدعاء، نسأل الله تعالى أن يوفقك إلى طاعته ويفرج كربك. ويمكنك مراجعة الأدلة على حرمة العمل الذي تركتيه في الفتاوى الآتية أرقامها: 3096 ، 3859، 6448 ، 12632 ، 17461 ، 54429 .
والله أعلم.