لا حرج على العامل في مطالبته بما يستحقه

15-12-2008 | إسلام ويب

السؤال:
أنا أعمل في مجال تحليل النظم مجال الحاسب الآلي، حيث أعمل لدى شركة يكون فيها أخي الكبير نائب المدير العام، الشركة ليست لنا، ولدي خبرة في هذا المجال 13 سنة منها 3 سنوات في هذه الشركة وكان بهذه الشركة لي دور كبير في العمل ، وكنت أعمل بجد ونشاط عال حتى لدرجة أنني أتمم الأعمال في البيت لضيق الوقت، وقد عملت لمدة سنتين ونصف دون زيادة راتبي وتم إبلاغي من أخي بأن الشركة تتجه نحو الإفلاس لذا أبحث عن عمل جديد، وبدأت أبحث عن عمل جديد إلى أن جاءت شركة أخرى قامت بشراء الشركة التي أعمل بها حاليا وكان لديها مدير عام وعدني بتحسين وضعي المالي وبعد مرور 5 أشهر لم يتم تنفيذ الوعد بل وأصبحت الشركة أسوأ من السابق، ومع عدة محاولات بطلب لزيادة الراتب لكن دون جدوى اضطررت إلى سياسة لي اليد (بعد حدوث عدة مشاكل بتقديم استقالتي ما لم يتم زيادة راتبي وبالفعل قامت الشركة بزيادة الراتب وقمت بسحب الاستقالة (حيث كان 1025 دينار وأصبح 1200 دينار أردني، ولكن أصبح المدير العام يعمل على استفزازي بكلمات وأفعال بمعنى آخر كون أنني سحبت استقالتي من السابق معنى ذلك أنني قمت بتصغير نفسي وبعد فترة 4 أشهر فوجئت بأن الشركة قامت بإحضار أخي الصغير براتب 1450 دينارا بخبرة أقل مني وعمر أصغر مني وأنا أقدم منه بالشركة، وحتى لا يكون هناك غضب فقد قاموا برفع راتبي أيضا إلى 1450 دينار، وبدأت مع هذه الزيادة عمليات استفزاز أكثر من السابق ولا أخفيكم بأنني قد تضايقت كثيرا بإحضار موظف جديد بنفس راتبي على الرغم أنه أخي الصغير وفرحت له بالأمر إلا وأنني رأيت بهذا العمل عملية استفزاز أكبر، وعلى الرغم من أن بعض الشركات قاموا بتقييم خبرتي براتب لا يقل عن 2500 دينار ولأني أنا من نوع الناس أحب عملي وأحب الاستمرار بالعمل الذي أنا به وعليه قد طالبت بأن يكون راتبي أعلى من أخي الصغير نظرا لتقادمي بالشركة وخبرتي الطويلة فانا أزيد عنه بست سنوات خبرة ولكنني فوجئت برد فعل من الشركة يبرز لي بأنني قليل الكفاءة والإدارة وأن ما تم تقديمه لي يفوق مستواي وغيرها من كلمات سببت لي بان أقوم بتقديم استقالتي بشكل نهائي علما بأن الشركة في وضع حرج جدا وأعمال كثيرة وضغط عمل كبير، أي بمعنى إنني وضعت أخي الكبير (نائب المدير العام) في موقف حرج وسلمت له من الأعمال هو بغنى عن أن يقوم بأدائها فوق ما هو مكلف به علما بأنه قادر على أن يفاوض الشركة بزيادة راتبي وقادر على عمل أشياء كثيرة لصالحي إلا وأنني فوجئت أنه يقف باتجاه الشركة ضدي حتى لدرجة ان الشركة قالت لي لولا وجود أخيك لما وجدت عندنا بالشركة بأسلوب استفزازي كبير.
وها أنا الآن وبعد الاستقالة (مدة شهرين) جالس بالبيت ولازلت أبحث عن عمل بشكل يومي ولكن دون جدوى حيث تقدمت لمجموعة شركات كثيرة لم يرد منها سوى شركة واحدة عرضت علي راتب 400 دينار كاستغلال كون أنني لا أعمل ورفضت العرض ، وقد قام أقربائي بطلب منى أن أقدم السيرة الذاتية للبنوك التجارية الربوية كون أن لدي خبرة مصرفية عالية كانت تتركز على البنوك الإسلامية بشكل كبير. ولكنني رفضت أن أقوم بذلك علما بأن أحد البنوك التجارية أخبر أحد أقربائي بأنه بحاجة لخبراتي ولكنني لم أتقدم لهم حفاظا على ديني وبعدا عن الحرام.
وها أنا أدعو الله بكل صلاه وقيام ولحظات استجابة الدعاء كالمطر وأوقات الصلاة وفي الليل أن يوفقني بالحصول على عمل جديد، ولكن كون إنني لم أحصل على عمل إلى الآن فإنني أشعر بان الله غير راض عني، فأرجو منكم إفادتي ما يلي:
هل أنني عصيت الله كما عصى الشيطان الله عندما قال إنني أفضل من سيدنا آدم، حيث قلت للشركة إنني أفضل من أخي الصغير خبرة وأقدم منه وأكبر منه سنا؟ وعليه فالله غضب علي.
هل أنني بتحميل أخي الكبير أعباء عمل أكثر مما هو فيه آثم ؟ حيث كان يعتمد علي بأعمال كثيرة.
هل أنني عندما أطالب بتحسين وضعي المالي أكون مخطئا؟
هل لو أنني قبلت بعرض البنك التجاري أكون آثما؟ علما بأنني رفضت عرض شركة بثلث راتبي حيث لدي التزامات والحياة صعبة بمعنى آخر يمكن القول بأنني تأقلمت على راتب عال.
5-أعلم بان العمل بالبنوك التجارية حرام وأنا لا أريد أن أعمل بها وأدعو الله أن يتيح لي فرصة عمل أفضل من البنوك ولكن إلى الآن لم توجد أي فرصة فماذا أفعل، هل أتقدم للبنك لتفادي هلاك نفسي وأهل بيتي، فأنا متزوج ولدي ثلاثة أطفال وأمي تسكن معي فماذا أفعل؟
أرجو العلم بأنني مطمئن وبوضع نفسي مرتاح ولكن عدم حصولي على عمل إلى الآن يجعلني أخاف غضب الله، فأسأل الله دوما الرضى وأن يهديني دائما، وفقكم الله وأرجو الرد وسامحوني للإطالة؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نرى حرجاً في مطالبتك بما تستحقه من مميزات أو راتب ما دمت أهلاً لذلك، ولكن إن كان هناك عقد محدد بينك مع الشركة فيجب على الطرفين الالتزام به، ولا يجوز فسخه قبل انتهاء مدته، فإذا كنت قد تركت العمل قبل انتهاء المدة المتفق عليها فهذا غير جائز، بل يجب عليك الالتزام بالعقد المبرم بينكما، ولا يجوز لك أن تقبل العمل بالبنوك الربوية؛ لأن التعامل بالربا من الكبائر المتفق على تحريمها، فلا يجوز العمل في هذه البنوك إلا لمن بلغ حد الضرورة بأن أشرف على الهلاك ولا يجد سبيلاً لإطعام نفسه إلا بالربا، أو كان في حرج وضائقة لا يدفعها إلا به، كأن لم يجد لباسا يكسو به بدنه، أو مسكناً يؤويه بالأجرة.

فعليك بالبحث عن عمل حلال أو قبول العمل في الشركة المباحة ولو براتب قليل، فإن الله تعالى يبارك في القليل الحلال ويمحق الكثير الحرام، ونذكرك بقول الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}. وقوله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4} .

نسأل الله عز وجل أن يفرج كربك، وأن يغنيك بحلاله عن حرامه.

ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها : 6501، 16549، 46107 ، 63996.

والله أعلم.

www.islamweb.net