الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يرزقكما الذرية المباركة وأن ييسر لكما أموركما، أما عن سؤالك فإن حق الأم عظيم، وبرها من أوجب الواجبات ومن أعظم القربات ومن أهم أسباب رضا الله.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك. رواه البخاري ومسلم.
كما أن من حق الزوجة على زوجها أن يوفر لها مسكنا مستقلا لا تتعرض فيه لضرر، والمقصود بالمسكن المستقل أن يكون للزوجة حجرة مع ملحقاتها من ممر ومطبخ ومكان قضاء الحاجة، ومن المعلوم أن الزوجة لا يلزمها خدمة أم الزوج أو غيرها من أقاربه لكن إن فعلت ذلك فلا شك أنه من حسن العشرة ومن مكارم الأخلاق، وعلى ذلك فليس من حقك أن تجبر زوجتك على السكن مع أمك في مسكن واحد مشترك المرافق ما دامت زوجتك متضررة من ذلك، لكن خروجها من بيتك إلى بيت أهلها من غير إذنك سلوك خاطئ مخالف للشرع.
وأما عن حقوقها في حالة طلبها الطلاق فإن لها حقوق المطلقة المشروعة، من النفقة في العدة ومؤخر الصداق، وليس طلبها للطلاق طلبا من غير بأس حتى تدخل في الحديث المذكور، ولكن لا ننصح بذلك، وإنما عليك أن تعالج الأمر بحكمة وتجمع بين بر أمك وحسن عشرة زوجتك، فيمكنك أن توفر لزوجتك مسكنا مستقلا ولو غرفة في البيت بمرافقها أو تسكن أمك قريبا من سكنك حتى تتمكن من القيام برعايتها ومؤانستها وعليك بالاستعانة بالله عز وجل وكثرة دعائه إنه قريب مجيب.
والله أعلم.