الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على حرصك على الاستقامة على الحق واتباع السنة، ثبتك الله على الحق ونسأل الله تعالى أن يهدي والدك وأن يرده إلى جادة الصواب... واعلم أن الالتزام بالحق قد يكون معه شيء من الأذى والإعراض من أقرب الأقربين، فما على المسلم في مثل هذه الحال إلا أن يواجه ذلك بالصبر، فعاقبة الصبر خير.
ومن هنا أرشد الله إليه رسوله صلى الله عليه وسلم حين واجه أذى وإعراض قومه فقال له: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ {الأحقاف:35}، ونوصيك مع الصبر بتقوى الله تعالى فلا يجوز لك طاعة والدك في شيء من معصية الله تعالى، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما الطاعة في المعروف.
وعليك أن تتقي الله في والدك فتداريه حتى تتقي شره، ولا يصدر منك أي نوع من الإساءة إليه ولو بأدنى الإساءة، فإساءته إليك لا تسقط عنك بره والإحسان إليه، ومن إحسانك إليه أن تدعو الله تعالى له بالهداية، خاصة وأنك مقبل على سفر ودعوة المسافر مستجابة، وينبغي أن تحرص على الاتصال به بعد السفر وأن تحسن إليه بما تستطيع فإن هذا قد يؤثر عليه ويعينك على سبيل صلاحه.
وللمزيد من الفائدة نرجو أن تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8631، 3880، 107634.
والله أعلم.