الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن من آثار المعاصي والبعد عن الله أن يحرم العبد التوفيق، وليس بعد الشرك بالله معصية أعظم من ترك الصلاة ، فعن جابر قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ . رواه مسلم.
ولذلك فقد ذهب بعض العلماء إلى أن تارك الصلاة كافر، وأي صلة تبقى بين العبد وربه، إذا ترك العبد الصلاة ؟ وكيف ينتظر العبد التوفيق من الله وقد قطع الصلة معه وأعرض عنه، قال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ {طه: 124}
كما أن تفكير أخيك في الإقدام على قتل نفسه خطأ عظيم، فإن الانتحار من أكبر الكبائر، ومما لا يقدم عليه مؤمن، فالمؤمن لا ييأس من رحمة الله أبداً.
وننبه إلى أنه ينبغي للمسلم أن يحرص على الإقامة في بلاد المسلمين ويترك الإقامة في بلاد الكفار، ولمعرفة حكم الإقامة في بلاد الكفار يمكنكم الاطلاع على الفتوى رقم: 2007، والفتوى رقم: 23168.
فالواجب عليكم أن تنصحوا هذا الأخ، وتخوفوه عاقبة ترك الصلاة والإعراض عن الله، وتعرفوه أن عقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة، وأن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، ويحب التوابين ويفرح بتوبتهم.
أما عن سؤالك، فإن الدعاء من أعظم الأسباب التي تعين على تحقيق المطلوب، لا سيما إذا كان من الأم، فإن دعوة الوالدين لولدهما من الدعوات التي لا ترد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده. رواه ابن ماجة وحسنه الألباني.
فينبغي لكم أن تدعوا له بالهداية والاستقامة والمحافظة على الصلاة، ففي ذلك الفلاح في الدنيا والآخرة، والله سبحانه قريب مجيب، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ { البقرة: 186}
والله أعلم.