الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حسن عشرة المرأة لزوجها إحسانها إلى أهله، والتغافل عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، وإذا كانت خدمة أهله ليست واجبة على الزوجة، فإن الإساءة إلى أم الزوج تعد من سوء العشرة، ومما يتنافى مع أخلاق الإسلام، فقد أمر الشرع بالإحسان إلى الناس وعدم إيذائهم، ولو كانوا من الخدم أو الرقيق، بل أمر بالإحسان إلى البهائم، وجعل الإحسان إلى الناس من أفضل أعمال البر، ومن أسباب شرح الصدور ومغفرة الذنوب وتثقيل الموازين يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق. رواه الترمذي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
كما أن الإنسان إذا صنع معروفاً لغيره فينبغي أن يكون قصده به رضا الله، ولا يمن عليه أو يؤذيه، فإن ذلك يؤدي إلى إحباط أجره، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ .. {البقرة:264}، فالواجب عليك أن تحسني صحبة جدتك وتبريها بما تقدرين عليه من أنواع البر، كخدمتها ومؤانستها وإلانة الكلام لها، وعليك أن تنصحي أمك وتبيني لها خطأ إساءتها إلى جدتك، وفضل الإحسان إليها، مع مراعاة الطريقة اللائقة بمخاطبة الوالدين، من التوقير والرفق وخفض الجناح، مع كثرة الدعاء لها.
والله أعلم.