الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالله عز وجل يحب التوبة ويقبلها من عبده إذا تاب إليه، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، وقال سبحانه: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ {البقرة:222}، بل ويفرح سبحانه بعبده إذا تاب، ففي الصحيحين وغيرهما واللفظ لمسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح.
فكيف يقال إن الله عز وجل مع حبه للتوبة وفرحه بها لا يقبلها، هذا غير صحيح، وإنما لا يقبل الله التوبة إذا اختل شرط من شروطها التي سبق بيانها، وانظر الفتوى رقم: 5450.
والله أعلم.