الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الذنوب والمعاصي لها أثر بالغ في ذهاب خشوع القلب وعدم تلذذه بالطاعة، وكلما ازدادت الذنوب كلما أظلم القلب، والأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكته سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه وهو الران الذي ذكر الله كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ...رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني.
والذي نوصي به السائل الكريم هو تحقيق التوبة النصوح واللجوء إلى الله تعالى والإلحاح في الدعاء بأن يصلح الله قلبه وأعماله، وليحذر أشد الحذر من اليأس من مغفرة الله وعفوه فإنه لا ييأس من مغفرة الله ورحمته إلا جاهل بربه، وليحرص أن يظن بالله تعالى الظن الحسن أنه سيغفر له ويقبل توبته، وقد جاء في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني.
وأما الحديث الذي ذكره السائل من أن رجلا سرق وأنه صلى فقال صلى الله عليه وسلم: قد غفر الله لك... هذا لم نجده في كتب السنة ودواوينها، ومعلوم أن السرقة ذنب يستوجب التوبة ورد المسروق إلى أهله، وإذا رفع السارق إلى حاكم أقام عليه الحد فلا نرى أن الحديث صحيح، ولعلك تقصد ما رواه مسلم وغيره أن رجلا أصاب من امرأة قبلة ... إلى أن قال النبي صلى الله عليه وسلم مذكرا بقول الله تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات .. فقال رجل من القوم: يا نبي الله هذا له خاصة، قال: بل للناس كافة.
والله أعلم.