الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يخف علينا ما يختاره العلامة العثيمين رحمه الله في هذه المسألة، واختاره قبل الشيخ جماعة من أهل العلم كالشوكاني والصنعاني، وقال به من المتقدمين الليث بن سعد عصري مالك، والمزني صاحب الشافعي. والعلامة العثيمين رحمه الله من أعيان علماء هذا العصر، لا ينازع في هذا أحد شم رائحة العلم، وهو صاحب فنون جمة، وفضائل كثيرة.
لكن قول العالم ليس حجة على غيره من أهل العلم بل إذا حصل الخلاف بين العلماء في مسألة وجب الرجوع إلى ما يرجح أحد القولين من دلالات الكتاب والسنة.
وقد تعلمنا من الشيخ رحمه الله أن الدليل مقدم على قول كل قائل، وهذا الذي دفعنا إلى أن نأخذ بقول القائلين بنجاسة الخمر فقد رأينا أن الدليل يدور معهم وعلى أي حال فهو قول جماهير العلماء سلفا وخلفا ومنهم الأئمة الأربعة وهو مذهب أهل الظاهر، ونصره بقوة شيخ الإسلام ابن تيمية.
وقد ناقشوا أدلة القائلين بالطهارة وردوا عليها بما لا يتسع المقام لسردها فيرجع إليه في مظانه من كتب أهل العلم، وقد أشار الشيخ رحمه الله: أن ترك استعمال العطور المشتملة على الكحول هو الأحسن ما دامت الحاجة لا تدعو إلى استعماله خروجا من خلاف أهل العلم فيها.
والله أعلم.