الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يعرف بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات هو أمر لا يقره الشرع، ولا ترضاه أخلاق الإسلام، وإنما المشروع في الإسلام أن الرجل إذا تعلق قلبه بامرأة يخطبها من وليها الشرعي، ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، كما أن معيار اختيار الزوج هو الدين والخلق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني.
وذلك لأن في صلاح الدين والخلق سعادة الآخرة والدنيا، وقد جنيت ثمار خطئك، وأضعت سنوات من عمرك في إقامة علاقة غير مشروعة، واختيار الزوج على غير أساس الدين والخلق، حتى وصلت إلى حال تفكرين معها في الانتحار وهو كبيرة من أكبر الكبائر، ومما لا يقدم عليه مؤمن، فالمؤمن لا ييأس من رحمة الله أبداً، ومن رحمة الله أنه يقبل التوبة ويحب التوابين ويفرح بتوبتهم.. فالذي نوصيك به هو التوبة الصادقة والإقبال على الله وتقوية الصلة به والحرص على تعلم أمور الدين واختيار الرفقة الصالحة التي تعين على الخير، وشغل أوقات فراغك بالأعمال النافعة، والدعاء بأن يرزقك الله بزوج صالح، وإذا لم يتيسر لك الزواج من هذا الشاب فعليك أن تزيلي التعلق القلبي به وتجتنبي كل ما من شأنه أن يزيد هذا التعلق، وتقطعي كل صلة به، واعلمي أنك إن صدقت مع الله فسوف يعوضك الله خيراً، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2-3}.
وليس من شك في أن المرأة المذكورة تعتبر مخطئة في منعها زوجها من التزوج بثانية إذا لم تكن قد اشترطت عليه ذلك، وأما إذا كانت اشترطته عليه فإن ما فعلته يعتبر حقاً لها على الراجح من أقوال أهل العلم، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 1357.
وعلى أية حال فإن أياً من ذلك لا يبيح لك أنت تجاوزي حدود الله.
والله أعلم.