توبة المرأة من ذنوبها ودعاؤها ربها أن يرزقها زوجا صالحا

3-1-2009 | إسلام ويب

السؤال:
أرجوكم أفيدوني فإني في حالة مزرية ولا أعرف لمن ألجأ سواكم.. أنا فتاة 34 من العمر تعرفت على شاب منذ كان عمري20 عاما وارتبطنا بعلاقة حب لكن يشهد الله حب عذري لا تشوبه أي شائبة ظروفه المادية منعته من التقدم لخطبتي وكان عليه الانتظار فهو كان طالبا في كلية الطب وقد رفضت كثيرا من الخطاب من أجله وبعد أن أصبح عمري 30 عاما جاء ابن عمي من أمريكا فخطبت له وتركت الشاب وسافر ابن عمي على أمل الرجوع لإتمام الزفاف وبعد 6 أشهر اكتشفت أنه متزوج هناك ولا يستطيع الخلاص من زوجته وطلب مني الانتظار انتظرت مدة سنتين بعدها قال لا أستطيع طلاقها ولا أستطيع زواجك فانفصلنا ثم تقدم إلي الشاب الذي أحبه وأحبني منذ زمن لكن الشيطان والعياذ بالله وسوس في قلبي ورفضته وتقدم لي لأكثر من مرة وأرفضة طمعا في السفر والدراسة والمستقبل فخطبت لشاب أجنبي مسلم وقررت السفر إلى أمريكا أتممنا عقد الزواج لكن لم نتزوج فعلياً إلى أن أكمل إجراءات الفيزا وألحق به لكن تأخرت الإجراءات لمدة 3 سنوات ذقت خلالها أنواع العذاب فهذا الرجل يشتمني عبر الهاتف لأقل الأسباب واكتشفت أن شيئا ما في هذا الرجل أنه غير طبيعي المهم سافرت إلى أمريكا ولم أدعه يلمسني لأني أشك في تصرفاته فهو يتكلم لمدة 30 دقيقة بدون توقف وعصبي جداً لأتفه الأمور ودائما أحس أنه يراقبني ويتهمني بأني يوما ما سوف أخونه لـأنه متزوج من اثنتين قبلي وطلقهما ويقول كلتاهما خانته، أنا لست متأكدة من كونه مجنونا أو يعاني شيئا ما فتصرفاته غريبة تركته ورجعت وندمت كامل الندم على تركي للشاب والتطلع إلى المال والأمور الدنيوية رجعت إلى الشاب ووجدته متزوجا وله ابنة توسلت إليه وقلت أقبل أن أكون الزوجة الثانية وأنا نادمة من كل قلبي واستغفرت الله كثيراً واكتشفت أنه لا يزال يحبني صارح زوجته بالأمر وأخبرها بكامل القصة رفضت رفضا قاطعا وهددته بالطلاق إذا تزوج بأخرى ورضخ لإرادتها لأنها أخبرته بأنها ستأخذ الطفلة ولن ترجع له أبداً، ماذا تقولون بحق هذه الزوجة أنا أعرف أن الإسلام أحل للزوج الزواج من أربعة فهل تعترض على حكم الله، فأرجوكم أفيدوني وانصحوني إني يائسة ونادمة كثيراً لأني ارتكبت أخطاء ولا أستطيع إصلاحه وفي بعض الأحيان أفكر بالانتحار وأعلم أني سوف أدخل النار إن فعلت لكني أحب هذا الشاب فحبه يمزق قلبي ولا أستطيع نسيانه؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يعرف بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات هو أمر لا يقره الشرع، ولا ترضاه أخلاق الإسلام، وإنما المشروع في الإسلام أن الرجل إذا تعلق قلبه بامرأة يخطبها من وليها الشرعي، ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، كما أن معيار اختيار الزوج هو الدين والخلق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني.

وذلك لأن في صلاح الدين والخلق سعادة الآخرة والدنيا، وقد جنيت ثمار خطئك، وأضعت سنوات من عمرك في إقامة علاقة غير مشروعة، واختيار الزوج على غير أساس الدين والخلق، حتى وصلت إلى حال تفكرين معها في الانتحار وهو كبيرة من أكبر الكبائر، ومما لا يقدم عليه مؤمن، فالمؤمن لا ييأس من رحمة الله أبداً، ومن رحمة الله أنه يقبل التوبة ويحب التوابين ويفرح بتوبتهم.. فالذي نوصيك به هو التوبة الصادقة والإقبال على الله وتقوية الصلة به والحرص على تعلم أمور الدين واختيار الرفقة الصالحة التي تعين على الخير، وشغل أوقات فراغك بالأعمال النافعة، والدعاء بأن يرزقك الله بزوج صالح، وإذا لم يتيسر لك الزواج من هذا الشاب فعليك أن تزيلي التعلق القلبي به وتجتنبي كل ما من شأنه أن يزيد هذا التعلق، وتقطعي كل صلة به، واعلمي أنك إن صدقت مع الله فسوف يعوضك الله خيراً، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2-3}.

 وليس من شك في أن المرأة المذكورة تعتبر مخطئة في منعها زوجها من التزوج بثانية إذا لم تكن قد اشترطت عليه ذلك، وأما إذا كانت اشترطته عليه فإن ما فعلته يعتبر حقاً لها على الراجح من أقوال أهل العلم، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 1357.

وعلى أية حال فإن أياً من ذلك لا يبيح لك أنت تجاوزي حدود الله.

والله أعلم.

www.islamweb.net