منعهم الإمام من حلقة القرآن لعدم استئذانهم منه

24-1-2009 | إسلام ويب

السؤال:
نحن مجموعة من الشباب أحببنا أن نحفظ كتاب الله لأنه إن ضيعنا حفظه الآن في هذا العمر فسوف نلقى صعوبة في حفظه إذا كبرنا في السن، لذلك أردنا أن نحفظ القرآن الكريم في بيت من بيوت الله بعد صلاة الفجر ولله الحمد بدأنا هذا العمل العظيم ولكن تفاجأنا أن إمام المسجد أتى إلى حلقة القرآن وطلب من الأخ الذي فرغ نفسه من أجل أن يعين إخوانه على حفظ كتاب الله جاء إليه وطلب منه أن يوقف الحلقة ومنعه من إقامة الحلقة بحجة أننا لم نستأذن منه. فسؤالي وفقكم الله هو هل عمل هذا الإمام شرعي؟ وهل الاستئذان يكون في بيوت الله من أجل تلاوة كتابه ومدارسته؟ أفيدونا بارك الله فيكم فإنه صارت بيوت الله وكأنها ملك خاص لبعض الناس وكأنها لم تبن من أجل عبادة الله؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما يقوم به هؤلاء الشباب من تعليم كتاب الله تعالى وتعلمه هو من أفضل الأعمال وأعظم القربات، ومن عبادة الله تعالى وعمارة المساجد التي من أجلها بنيت فينبغي أن يعانوا عليها ويشجعوا..

وكان ينبغي لهم أولا أن يستأذنوا المسؤول عن المسجد من إمام وغيره ما دام مكثهم فيه خارجا عن أوقات الصلاة وخاصة إذا كانت العادة جارية بإغلاق المسجد للمحافظة عليه وعلى أدواته.

وإذا كان الشباب محافظين على المسجد وملتزمين بأدابه، ولم يخش عليه أو على أدواته، فلا يحق للإمام ولا لغيره منع الناس منه وخاصة طلبة العلم، فقد كانت المساجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من بعده مفتوحة لمصالح المسلمين عامة ومليئة بحلقات العلم.

فالمسجد ليس ملكا خاصا لأحد وبمجرد بنائه والإذن للناس بالصلاة فيه إذنا عاما يصبح وقفا لله تعالى، قال عز من قائل: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا {الجن:18}

ولكن لا بد أن يكون للمسجد مسؤول عنه وقائم على مصالحة كبقية المؤسسات العامة ولهذا قلنا: ينبغي لكل من أراد أن يعمل دروسا أويقيم نشاطا دعويا.. أن يستأذن المسؤؤل.

وللمزيد انظر الفتويين رقم: 63687 ، 29365 .
والله أعلم.

www.islamweb.net