الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الزميل قد فعل ما ذكرت من الافتراء عليك حتى سبب لك الأذى، فهو سيء الخلق ومريض النفس، وقد ارتكب ذنباً عظيماً. قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}.
وظلمه لك لا يجوز أن تقابله بمثله ما دام ما فعله كان معصية، إذ إنما يجوز للإنسان أن يقتص من ظالمه بمثل فعله ما لم يكن معصية ، فالمعصية لا تقابل بالمعصية.
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: ..فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم : ... وليس لك أن تكذب عليه وإن كذب عليك، فإن المعصية لا تقابل بالمعصية. اهـ
ويجوز للمظلوم أن يدعو على الظالم بقدر مظلمته دون تعد، لكن لا شك أن الأفضل هو العفو والصفح، فذلك أنفع في الآخرة، وأحب إلى الله من القصاص ، ومما يزيد المسلم عزاً وكرامة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا. كما أنه سبيل لنيل عفو الله ومغفرته،
قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{ النور:22}
والله أعلم.