الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا لم نتابع هذا البرنامج لنحكم على ما فيه. أما عن واجهته المصورة التي ذكرت في السؤال، وهل توحي بأن الإسلام دين سفك للدماء؟ فهذا غير لازم، وإن كان محتملا، لكن يتعين إحسان الظن بالمسلم، ما لم يقم ما يدل على خلافه، وفي هذه الحال المسؤول عنها قد تعني الصورة أن الإسلام محارب، وقد تكالب عليه أعداؤه، وقد تعني أن الإسلام ـ وهو الدين الحق الوحيد على الأرض ـ لابد له من قوة تدافع عنه وتحوطه، كما قال تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ {الحديد: 25}
قال السعدي: قرن تعالى في هذا الموضع بين الكتاب والحديد، لأن بهذين الأمرين ينصر الله دينه ويعلي كلمته، بالكتاب الذي فيه الحجة والبرهان، والسيف الناصر بإذن الله، وكلاهما قيامه بالعدل والقسط. انتهـى.
ولا يعني هذا إن الإسلام انتشر بحد السيف، كما يفترون، بل معناه أن السيف كان من أهم أسباب إزاحة العوائق التي تحول بين الناس وبين الدين الحق، فلم يكن ملوك الأرض في زمان الصحابة ومن بعدهم ليتركوا هذا الدين الجديد يهدد عروشهم وشهواتهم، ويزاحمهم حكمهم وتسلطهم. وراجع للتوسع في هذا المعنى الفتويين: 73832 ، 116779 ، وانظر في أخلاق وسلوكيات المسلمين في حربهم مع الكفار، الفتوى رقم: 56284.
والله أعلم.