الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي للمسلم أن يكون كثير الشكوى من أمر نزل به حقيقة، وخاصة إذا كان ذلك لمن لا يستطيع أن يزيل عنه ما يشكو منه، ولكن لا مانع شرعا من الشكوى لمن حصل له ما يدعو إليها، ما لم يصل ذلك إلى حد التضجر والتسخط من قدر الله تعالى، وقد بينا الرخصة في ذلك وكراهته في الفتوى رقم: 28045.
وأما من يشكو بغير حق، ويدعي المصائب كذبا، مبررا ذلك بالخوف من حسد الناس؛ فإنه فعل ما لا يجوز له بارتكابه تعمد الكذب الذي هو من كبائر الذنوب، كما هو معلوم عند كل مسلم، وقد خالف قول الله تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {الضحى:11}
والكذب في هذه الحالة لا يدفع العين ولا يقي من الحسد. ومن أراد الوقاية من الحسد فعليه بمداومة الأذكار الشرعية، وخاصة سور الإخلاص والمعوذتين.
وللمزيد انظر الفتويين رقم: 13240، 67597 وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.