الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان واقع الحال ما ذكر عن الإمام من أنه يلحن في قراءته ويبدل الكلمات والحركات ويسرع في القراءة وغير ذلك فلا شك أنكم محقون في كراهة إمامته لكم لأن هذه الكراهة منكم لسبب شرعي وليست عن هوى، فقد يترتب على صلاته بكم بطلان الصلاة إذا لحن في الفاتحة لحنا يحيل المعنى، ومن المعلوم أن الإمامة شأنها عظيم، وينبغي أن يتولاها من هو أهل لها، وليست هي وظيفة لتحصيل الراتب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله.. رواه مسلم، وفي لفظ له: وأحقهم بالإمامة أقرؤهم..
وقد نص الفقهاء على أنه يكره للإمام أن يؤم قوما وهم له كارهون بحق. أي محقون في كراهتهم لإمامته، بل جاء وعيد شديد في ذلك، فقد روى الترمذي بسند حسنه الألباني من حديث أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم. وذكر منهم: وإمام قوم وهم له كارهون..
وروى الترمذي أيضا بسند صححه الألباني عن عمرو بن الحارث بن المصطلق وهو صحابي وأخو جويرية أم المؤمنين رضي الله عنهما قال: كان يقال: أشد الناس عذابا يوم القيامة اثنان: امرأة عصت زوجها، وإمام قوم وهم له كارهون.. .
فينبغي الحذر من ذلك، والذي ننصحكم به هو أن ترفعوا الأمر إلى الجهة المسؤولة عن أمر المساجد وتبينوا لها حال الإمام حتى يتم استبداله بغيره ممن تتوفر فيه شروط الإمامة، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 26508.
والله أعلم.