الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل السائل الكريم يقصد حديث حذيفة بن اليمان- رضي الله عنهما- في سبب تخلفهما عن حضور بدر؛ فهذا الحديث رواه جماعة من أهل العلم بأسانيدهم وبألفاظ متقاربة منهم الطبراني في الكبير، وأبو عوانة في مستخرجه، وابن عساكر في تاريخ دمشق، كما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة حذيفة..
ولفظه كما في مستخرج أبي عوانة: عن حذيفة- رضي الله عنه- قال : ما منعنا أن نشهد بدرا إلا أنا أقبلنا أنا وأبي- يعني اليمان- نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر فعارضنا كفار قريش فأخذونا ، فقالوا : إنكم تريدون محمدا ، قال : قلنا ما نريده قال : فأعطونا عهد الله وميثاقه لتنصرفن إلى المدينة ، ولا تقاتلونا فأعطيناهم عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة، قال: فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه بذلك، فقال: نستعين الله عليهم، ونفي لهم بعهدهم، ارجعا إلى المدينة فذلك الذي منعنا.
وقد صححه الذهبي في التلخيص. والظاهر من سياق القصة أن المعاهدة كانت على أن لا يحاربوهم معه صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر، وليس القصد هو المعاهدة على ألا يحارباهم مطلقا.
والله أعلم.