الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن سعة رحمة الله وعظيم كرمه أن من تاب توبة صادقة من أي ذنب فإن الله يقبل توبته، بل إنه تعالى يفرح بتوبة عبده ويحب التوابين، فالتوبة الصادقة تمحو ماقبلها، كما قال صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه، وحسنه الالباني.
ويعود القلب بعد التوبة أقرب إلى الله وأكثر حباً له وشوقاً إليه وإقبالاً على طاعته واستشعاراً لحلاوة الطاعة، فإذا لم يجد العبد ذلك بعد التوبة فذلك لضعف صدقه في توبته، فلتعلم هذه الفتاة أنها إن صدقت في توبتها فستعود أفضل مما كانت، لكن ذلك له أسباب يجب عليها تحصيلها، فعليها بمراجعة نفسها في صدق التوبة بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، ولتحذر أن يظل في القلب التفات للذنب وتعلق به، فإن ذلك ينافي صدق التوبة، فعليها إزالة كل تعلق في قلبها بهذا الشاب الذي ارتكبت معه المعصية، وذلك بالاستعانة بالله، وقطع كل الأسباب التي تزيد هذا التعلق، وعدم الاسترسال مع الأفكار والخواطر، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، وتذكر الموت وما بعده من أمور الآخرة، والبعد عن مجالس الغفلة ومجتمعات المعاصي، والحرص على مصاحبة الصالحات، وحضور مجالس العلم والذكر، وغير ذلك مما يصلح القلب ويقرب من الله، مع الإلحاح في الدعاء فإنه من أنفع الأسباب.