الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما كان من أبيك من ذهاب للسحرة والمشعوذين هو خطأ كبير، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس منا من تطير، أو تطير له، أو تكهن، أو تكهن له، أو سحر، أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. قال المنذري: إسناده جيد.
وعلاج ما يكون من السحر أو المس إن وجد، يسيرٌ بإذن الله تعالى، وذلك بالمحافظة على الأذكار والرقى المشروعة مع التوكل على الله، ولمعرفة كيفيتها تراجع الفتوى رقم:2244 ، والفتوى رقم: 10981.
واعلمي أن أعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله هي الصلاة، والمحافظة عليها من أعظم الواجبات ومن أهم أسباب الثبات على الدين وصلاح القلب ونزول السكينة عليه، والتهاون بها من أكبر الكبائر كما أنه من أعظم أسباب الانحراف عن الدين وفساد القلب واضطرابه وحيرته، وانظري الفتوى رقم: 75584.
وأما ما كان منك من علاقات محرمة، فاعلمي أنك أخطأت حين ظننت أنك تستطيعين أن تعوضي ما عانيتيه في أسرتك، بسلوك طرق تغضب الله، فإنه لا راحة للقلب ولا طمأنينة إلا في ظل طاعة الله، فالواجب عليك التوبة من ذلك بالإقلاع والندم والعزم على عدم العود، ولا شك أن الزواج هو أفضل علاج وأقوم سبيل، فينبغي لأبيك إذا تقدم إليك ذو دين وخلق أن يزوجك، فلا تخجلي أن تعلني لوالديك رغبتك في تعجيل الزواج إذا أتاك ذو دين وخلق، أو توسطّين من أقاربك من يبين لهم ذلك، وأن رفضهم ذلك لمجرد كونه من غير بلدكم، قد يكون من العضل الذي نهى الله الأولياء عنه، والذي يؤدي إلى الفتنة والفساد في الأرض، وإلى أن يتيسر لك الزواج فإن عليك أن تصبري، قال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ . {النور:33}
ومما يعينك على ذلك:
- الاستعانة بالله والتوكل عليه وكثرة الذكر والدعاء، والتبرؤ من الحول والقوة .
- تجنب مشاهدة ما يغضب الله سواء في التلفاز أو الصحف والمجلات.
-الحذر من رفيقات السوء والبعد عن مجالس الغفلة ومجتمعات المعاصي، والحرص على مصاحبة الصالحات.
- الصدق مع الله بمجاهدة النفس والصبر ومخالفة الهوى ابتغاء رضا الله.
- الحرص على تعلم أمور الدين اللازمة، وسماع المواعظ النافعة، وقراءة الكتب المفيدة، ومطالعة المواقع الإسلامية الموثوقة، والبرامج الهادفة، وشغل الفراغ بالأعمال المفيدة.
واعلمي أن كل ما مرّ بك في طفولتك أو خلافات والديك، أمور يمكن تجاوزها بتقوية الصلة بالله والاستعانة به، ويمكن للسائلة أن تتواصل مع قسم الاستشارات النفسية بالموقع، وستجد عنده ما يعينها على حل مشاكلها واستبصار طريقها الصحيح إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.