الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمرأة التي سألت عنها لم نر من أهل العلم من ذكر اسمها، ولكن الحديث المشتمل على قصة تلك المرأة ضعيف كما ذكر الشيخ الألباني في إرواء الغليل.. وعموماً فللزوج منع زوجته من الخروج لحضور جنازة والديها أو أحدهما، لكن لا ينبغي له منعها من ذلك لأن هذا ليس من حسن المعاشرة المأمور به، ولما فيه من القطيعة للوالدين أو أحدهما، قال ابن قدامة في المغني: وللزوج منعها من الخروج من منزله إلى ما لها منه بد سواء أرادت زيارة والديها أو عيادتهما، أو حضور جنازة أحدهما، قال أحمد في امرأة لها زوج وأم مريضة: طاعة زوجها أوجب عليها من أمها، إلا أن يأذن لها، وقد روى ابن بطة في أحكام النساء عن أنس: أن رجلاً سافر ومنع زوجته من الخروج، فمرض أبوها فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيادة أبيها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقي الله، ولا تخالفي زوجك. فمات أبوها فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حضور جنازته، فقال لها: اتقي الله، ولا تخالفي زوجك، فأوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم إني قد غفرت لها بطاعة زوجها.
ولأن طاعة الزوج واجبة، والعيادة غير واجبة، فلا يجوز ترك الواجب لما ليس بواجب، ولا يجوز لها الخروج إلا بإذنه، ولكن لا ينبغي للزوج منعها من عيادة والديها، وزيارتهما، لأن في ذلك قطيعة لهما، وحملا لزوجته على مخالفته، وقد أمر الله تعالى بالمعاشرة بالمعروف، وليس هذا من المعاشرة بالمعروف. انتهى.
والله أعلم.