الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبهك أولاً إلى أن أمر السحر خطير جداً ولا يجوز اتهام المسلم بعمله إلا عن بينة ويقين، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ . {الحجرات:12}، كما أنه لا ينبغي عزو كل مكروه إلى السحر، لكن من ظهرت عليه علامات وأعراض السحر جاز له أن يرقي نفسه، ويلجأ إلى الله عز وجل التجاء المكروب المضطر إلى رحمته وتيسييره، كما التجأ إليه أيوب فقال: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ. {الأنبياء:83-84}.
فكن من أولى الألباب واتعظ بحال أيوب عليه السلام ومثله ممن مسهم الضر فلجؤوا إلى الله، واتخذوا الأسباب المشروعة في علاج ما أصابهم، فما من داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله، وفي الحديث: تداوو عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم. رواه أحمد.
وطلب الرقية يكون من أهل التخصص في هذا المجال، وعليك أنت بالمداومة على ذكر الله تعالى، والحرص على الصلوات في جماعة، ومجالسة أهل العلم والدين، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 23409، 27841، 15771. ولمعرفة كيفية علاج السحر راجع في ذلك الفتوى رقم: 20082.
وأما شهادات الاستثمار، لدى البنك المذكور فإنها محرمة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 6013، ولا يجوز أكل الحرام إلا عند الضرورة، قال تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ. {البقرة:173}، ولا نرى ضرورة فيما ذكرت تلجئك إلى التعامل بالحرام، ومن اتقى الله تعالى رزقه من حيث لا يحتسب، وفرج همه، ونفس كربه، وجعل له من أمره يسراً، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
وأما لو عملت في المستقبل في الكلية أو غيرها من مجالات العمل المباح وتقاضيت أجراً على عملك وكنت تؤديه على الصورة المطلوبة فأجرك حلال، ولا يؤثر فيه ما أقدمت عليه من معاملات محرمة قبل ذلك.
والله أعلم.